السبت، 8 أكتوبر 2011

جودة السائل المنوي.. هل تزيد أعمار الرجال؟



ما وضعك الصحي؟ وكيف يزيد متوسط عمرك عن متوسط الأعمار المتوقع؟ للإجابة، يحتاج طبيبك الخاص إلى أن يسألك عن عادات التدخين وشرب الكحول والنظام الغذائي الذي تتبعه بالإضافة إلى التمارين الرياضية التي تقوم بها. كما سيقوم أيضا بقياس مستوى الكولسترول وضغط الدم ومستوى السكر في الدم لديك علاوة على قياس وزنك وحجم خصرك. وربما يقوم أيضا بسؤالك عما إذا كنت تشعر بالسعادة أو التوتر أو إذا كنت تحصل على قدر كاف من النوم.

هذه الحقائق والأرقام شديدة الأهمية؛ فالرجال الذين تكون لديهم معدلات جيدة في فترة أواسط العمر يتمتعون بصحة جيدة وعمر أطول ممن تكون لديهم معدلات 

منخفضة. وما زال العلماء حتى الآن يبحثون عن وسائل إضافية يمكنها التنبؤ بالبقاء. ويقدم بحث أجري في الدنمارك واحدا من الدلائل المرشحة التي كانت تبدو غير محتملة، لعملية البقاء هذه.. ألا وهو جودة المني (السائل المنوي).

نتائج مثيرة في الفترة ما بين عام 1963 و2001 أجرى مختبر «كوبنهاغن لتحليل المني» تحليلا لمني 51543 رجلا، تم تحويل معظمهم إلى المختبر بسبب مخاوف تساورهم أو تساور زوجاتهم بشأن الخصوبة. وتم استبعاد الرجال الذين لا يشتمل منيهم على حيوانات منوية وكذلك المصابين بأمراض تتعلق بالوظائف التناسلية أو بالصحة الجنسية من التحليل الخاص بمتوسط العمر المتوقع، مما أدى إلى انخفاض عدد المشاركين في الدراسة إلى 43.277 رجلا.

أُعطي لكل من المشاركين رقم تعريفي شخصي يختلف عن الآخرين ويرتبط بنظام التسجيل المدني الدنماركي الذي يتضمن معلومات شاملة عن جميع حالات السرطان وجميع أسباب الوفيات وعدد الأطفال بين السكان. واستطاع الباحثون الربط بين نتائج تحليل المني والإنجاب والحالة الصحية خلال فترة امتدت 38 عاما من خلال معرفة رقم التعريف الشخصي للمتبرع بالحيوان المنوي بواسطة السجلات.

وأشارت النتائج إلى وجود ارتباط واضح بين جودة المني ومعدل الوفيات. وكلما ازداد عدد الحيوانات المنوية عن معدل 40 مليون لكل ملليمتر من المني، انخفض معدل الوفيات بثبات؛ ويتمتع الرجال الذين لديهم أعلى معدلات للحيوانات المنوية بمعدل وفيات أقل بنسبة 43 في المائة من الرجال الذين لديهم أقل معدلات للحيوانات المنوية. كما ظهر عدد من المزايا المماثلة التي تزيد في احتمال البقاء عندما تم تطوير القياسات الأخرى لجودة المني؛ منها كمية المني وحركة الحيوان المنوي والنسبة المئوية للحيوانات المنوية غير المشوهة.

تأثير وقائي من الممكن أن يكون للأبوة تأثير جوهري على الحالة الاقتصادية والاجتماعية والسعادة العاطفية وغيرها من أنماط الحياة. ولكن نظرا لاكتشاف العلماء وجود علاقة مماثلة بين جودة المني وتحسين البقاء في الرجال مع وجود أو عدم وجود أطفال، فإن الخصوبة والأبوة لا يمكن أن يفسرا العلاقة بين جودة المني ومتوسط العمر المتوقع.

وقد امتد التأثير الوقائي الواضح للمني ذي الجودة العالية ليشمل نطاقا كبيرا من الأمراض، الأمر الذي يفترض أن عوامل نمط حياة محددة لا تفسر هذه النتائج العلمية. وبدلا من ذلك، فقد طرح العلماء الدنماركيون افتراضات بأن جودة المني ربما تكون مؤشرا حيويا موثوقا به عن الصحة العامة ومتوسط العمر المتوقع.

إن العديد من شركات التأمين تطلب من الرجال أن يقوموا بعمل فحوصات جسدية وتقديم عينات لتحليل الدم والبول قبل أن تقوم بإصدار تأمين على حياة هؤلاء الأشخاص. ترى هل سيقومون الآن بطلب عينات للمني أيضا؟

من غير المتوقع أن يحدث هذا عما قريب. في الوقت نفسه، يجب إجراء المزيد من البحث للتأكيد على وجود رابط ما بين جودة المني ومتوسط العمر المتوقع.

وعلى الرغم من أن الدراسة الدنماركية واسعة واعتمدت على 38 عاما من بيانات الوفيات، إلا أن المزيد من البحث يجب أن يشتمل على معلومات عن العوامل التي من الممكن أن تؤثر على كل من جودة المني ومتوسط العمر المتوقع، بما في ذلك السن والتعرض للمبيدات الحشرية والسموم والتبغ وشرب الكحول والسمنة ومستويات الهرمونات.

وإذا لم يظهر شيء يخالف ذلك، فمن الممكن أن يشجع هذا البحث الدنماركي على ظهور دراسات جديدة لجودة المني والصحة والبقاء.

إن هذا مجال شيق ومهم ومن الممكن أن يكون له تبعات ضمنية واسعة. وقد قام البحث الدنمركي بفحص معدل الوفيات للأفراد فقط وليس هذا بالشيء الهين. لكن نظرا لأن بعض الدراسات أشارت إلى احتمالية انخفاض جودة المني بمرور الوقت، فمن الممكن أن تكون هناك تداعيات لهذا البحث تفوق متوسط العمر المتوقع للرجل أو بقاء النوع البشري بأكمله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق